السبت، فبراير ١٧، ٢٠٠٧

الانسان - عبد الرحمن سعودي


الانسان - عبد الرحمن سعودي
تعرفت عليه عندما تعاملت معه في صفقة تجارية في بداية حياتي العملية وكان يتنازعني شعور الرهبة والخوف منه حيث هو عبد الرحمن سعودي رجل الاعمال الكبير جدا جدا وانا مجدي شاب ما زال في بداية حياته العملية ولكني عندما تحدثت معه في الهاتف تبدد جزء من هذا الشعور لما لمسته من ترحاب وتواضع وذهبت اليه في مقر شركته
الدكتور
في مقر شركته وجدت كل من في الشركة بدأ من عامل البوفيه الي نائبه يتحدث عنه بمنتهي الاجلال والاحترام ليس خوفا منه بل حبا وتقديرا له ولا يذكر اسمه الا مسبوقا بكلمة الدكتور وهناك اصرار غريب علي هذا الامر
وعندما ذهبت الي احد مزارعه وجدت نفس اللقب ونفس طريقة التحدث عنه كما كان في مقر الشركة علي الرغم من تغير ثقافة وشخصيات العاملين مكنت اتسال في قراراة نفسي لماذا يحظي الرجل بهذا الحب والاحترام وتلك المكانة في نفوس العاملين في شركاته ومزارعه
ود
عندما تقابله ستشعر انه باقي شئ واحد لم يفعله معك من واجبات الضيافة وهو ان يرفعك ويضعك فوق راسه وهذا الوصف حقيقي ولا توجد فيه اي مبالغة فمنذ دخولي عليه في مكتبه وهو في سؤال دائم عن الصحة والاهل والاحزال واصرار غريب علي اداء واجب الضيافة وبعد انتهاء المقابلة قام الرجل من مكانه واوصلنا حتي باب المصعد وانا في غاية الاندهاش من تصرفه فعمر الرجل ضعف عمري ومكانته تحسب بالسنين الضوئية ولكنها الاخلاق الحميدة والفطرة النقية
سماحة
دائما البشر تفقد انسانيتها وصفاتها الطيبة في جلسات البيع والشراء والتقاضي وهذا هو الاصل وكما قال لي احد التجار في بداية حياتي العملية "وانت داخل السوق اخلع دينك ومذهبك وسياستك - اهم حاجة عندك هي المصلحة والكارت اللي هايخلصلك المصلحة العب بيه "
ولكن عندما جلست مع الانسان عبد الرحمن سعودي لانهاء الصفقة وجدته غاية في التسامح ولم تستمر جلسة البيع والشراء الا دقائق معدودة وانتهت علي ماقلته انا وليس ما طلبه الانسان عبد الرحمن سعودي

تقوي
كنت جالس مع احد الخفراء في احد مزارع الدكتور عبد الرحمن سعودي ويدعي " عم احمد " ودار هذا الحوار بيني وبينه وسانقله كما اتذكره وبالعامية .
عم احمد . الموسم عامل معاك ايه يا استاذ مجدي
انا . مش تمام والله يا عم احمد السوق نام علي الزرع وبيتباع بنص التمن
عم احمد . ما تقلقش انت معاك واحد صاحب مزارع بيخاف ربنا " يقصد الدكتور عبد الرحمن سعودي "
انا . اشمعني يعني هو بالذات ما هي كلها بتخاف ربنا يا عم احمد
عم احمد .لا الراجل ده مش زي كل الناس وهاحكيلك حكاية بس امانة ما طلعهاش لحد
انا . احكي
عم احمد . الراجل ده كان بيزور المزرعة في الصيف اللي فات وكنت انا ماشي علي رجلي في اخر المزرعة عند البير اللي تحت وهو كان راكب عربيته السودا الكبيرة ولما قرب مني وقف العربية ونزل سلم عليا ولا كأني اخوه وبعدين سألني عن اسمي فجاوبته فراح مطلع من جيبه مبلغ كنت اول مرة في حياتي امسك زيه وقالي خد يا عم احمد المبلغ ده للاولاد بس ليا طلب عندك
قلتله أأمر يا بيه
قالي كل ما تفتكرني تدعيلي ان ربنا يرحمني يوم القيامة ويخفف حسابي
وشدد عليا اني ما اجيبش سيرة الموضوع ده لحد مهما كان مين هو وبعدين راح ركب العربية ومشي
وصدقني يا استاذ مجدي انا دمعتي فرت من عيني ان فيه لسة حد كدة
يا استاذ مجدي اللي يعمل كدة يبقي بيخاف ربنا بجد وما تحملش هم وخلص الموسم وروحله وهاينزلك مرضي من عنده
رحمة
في نهاية الموسم تذكرت كلام عم احمد بالذهاب اليه ولكن لا يوجد ما يلزم الرجل ناحيتي باي شئ مادي او ادبي فقد باع لي كما حددت انا السعر علي الرغم من وجود عروض اسعار اخري اعلي من عرضي
ولكني حسمت امري بالذهاب اليه وعرض الامر عليه
وذهبت الي الانسان -عبد الرحمن سعودي وشرحت له ماحدث ولكنه في حنو سأل عن حجم الخسارة فاخبرته فقال
خلاص انا هاشيل الخسارة كلها
فرفضت
فقال خلاص مناصفة بيني وبينك
فوافقت
وبالفعل امر بتجهيز المبلغ خاصته وحصلت عليه قبا ان انزل من عنده
وعندما نزلت كنت في غاية الاندهاش لصفات هذا الرجل فما شاهدته في السوق ينافي تماما ما يقوم به الرجل فالاصل عند رجال الاعمال هو انهم " لا يقفون علي محطاتا " اي بالبلدي يفرم اي حد امامه من اجل مصلحته
ولكن الانسان عبد الرحمن سعودي تربي في مدرسة الاخوان ومن اصل يعلم تماما قيمة الاخلاق في التعاملات التجارية

اصل طيب
حدثني احد كبار الاخوان ناصحا لي في بداية حياتي العملية بالتزام الاخلاق وعدم الاستغلال او الاحتكار وتغليب النزعة الانسانية علي قواعد السوق وغيرها من نصائحه التي لا تسعفني الذاكرة الان لتذكرها ولكن الذي اذكره جيدا المثل الذي ضربه لي حيث ذكر لي
" ان الحاج محمد سعودي وهو والد الدكتور عبد الرحمن وهو من الاخوان القدامي كان يمتلك سلسة محلات سعودي للبقالة وكانت تلك الاحداث في الستينات من القرن الماضي وكانت الحكومة توزع السلع الاساسية بالبطاقة وكان التجار يقومون ببيع تلك السلع في السوق السوداء وبعيدا عن اصحابها الحقيقيين وبالتعاون مع الفاسدين في الاجهزة الحكومية
الا هذا الرجل حيث كان يوزع السلع علي مستحقيها مما دفع الاهالي الي تحويل بطاقتهم عليه ليضمنوا حصولهم علي حقوقهم وكذلك دفع المخلصين والشرفاء من الموظفين بتخصيص حصص اكبر له لضمان وصولها لمستحقيها علي الرغم من معرفة كبار الموظفين بانه من الاخوان وكيف كان الحال بين الاخوان والنظام الناصري في هذا الوقت
وكيف قام هذا الرجل الشريف والد الدكتور عبد الرحمن ببناء كشك خاص اما محلات سعودي بالدقي لتوزيع تلك السلع "
هذا هو الاصل فكيف يكون الفرع
تساؤل
هذا هو الانسان عبد الرحمن سعودي لا نستطيع ان نضيف اي من الالقاب الاخري له وما اكثرها فهو الدكتور وهو رجل الاعمال ولكن الانسان افضل ما يلقب به في زمن فقد الكل انسانيته مقابل تحقيق مصالحه
هذا هو الانسان عبد الرحمن سعودي يحوله النظام الغبي - المستبد - الفاسد الي القضاء العسكري ويصادر امواله ويغلق اعماله
اما الفاسدين الذين يمولون المستبدين فلهم كل الحرية في نهب الشعب وامتصاص دماءه وسرقة قوته اليومي تحت حماية النظام وبدعم منه
هذا هو الانسان عبد الرحمن سعودي وهذا هو اصله الطيب الذي يدعي عليه الفاسدين بانه يغسل الاموال وهم اكثر الناس دراية بمن يغسل ويهرب وينهب الاموال من بنوك المصريين وبمساعدة من وهم الذين يعلمون تماما من اثار فزع الناس من انفاونزا الطيور من اجل تدمير صناعة الدواجن لاخلاء السوق امام الفاسدين من رجالهم وهم الذين يعلمون تماما من سهل لاحد قيادات حزبهم الفاسد احتكار الحديد في مصر ورفع اسعاره مما ادي الي خراب بيوت العاملين في مجال المقاولات

هؤلاء هم رجال الاعمال الذين تربوا في مدرسة الاخوان والمصرين علي البقاء في سفينة الوطن حتي النهاية
وهؤلاء هم الفاسدين والنهابين والمصلحجية الذين علي اتم استعداد لاغراق سفينة الوطن لبيعها خردة لاي مشتري اجنبي
ولا يسعنا الا ان نقول
حسبنا الله ونعم الوكيل
ويللا الحمدلله

هناك ٨ تعليقات:

None يقول...

انت لو قعدت تجيب كل شخصيه من الشخصيات اللى اتحولت للمحاكمه العسكريه

مش هتبطل تدعى وتتعجب وتسغرب وتخنق من النظام

عارف ايه الحل

اننا كلنا نكون الشخصيات دى
ويبقوا يعتقولونا كلنا

وابقى سلميلى على الريس

وسلاااااام

غير معرف يقول...

معاداة ومحاربة المصلحين ليست بالجديدة على من اتخذوا الاصلاح وسيلة ..فهذا ديدن المصلح من قديم الاذل.. المؤمن وغير المؤمن.. فهذه ضريبة لمن أراد الاصلاح ..تحت أي راية ..
ولكن تبقى الغاية هي المحددة لما بعد الحياة..
يوم لا ينفع مالُ ولا بنون..
"وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"..
وهذا عزاء من اتخذوا الاسلام منهجاً لحياتهم...

محمود سعيد يقول...

حسبنا الله


ونعم الوكيل

غير معرف يقول...

دخلت المدونة لامر عليها مرورى المعتاد كلما دخلت النت لأنى أشعر أن لى فى هذه المدونة شيئ خاص بى كما اظن ان كثيرون يشعرون تجاهها نفس الاتجاه.

فوجدت موضوعا جديدا ظننت فى البداية انه لن يحوى جديدا ولن يزيد على كونه موضوع عن احد معتقلى الإخوان ولكن كما هى العادة خيب الموضوع ظنى ليكون موضوع رائع جديد فى يللا مش مهم.

أما عن هذا الدكتور الإنسان عبد الرحمن سعودى فمعرفتى به تقتصر فقط على ما قراته فى الأسطر الماضية، حقا إن إسلامنا حينما نفهمه بشكل صحيح ودعوتنا فى جماعة الإخوان حينما نتربى بين أبنائها تربية سليمة تنشأ مثل هذه النماذج التى حق لها أن تصبح سيرتها أحاكى يتناقلها الناس ويعجبون انه لازال امثال هؤلاء يحيون ويعيشون بيننا.
حقا مع كل مقال تكتبه عن شخص من هؤلاء أو تحدثنى عنه عن الدكتور حسن الحيوان رحمه الله ، عن الدكتور احمد سليم عن أستاذ أيمن عبد الغنى عن غيرهم الكثيرون الشرفاء القابعون خلف أسوار الظلم والقهر والبطش، مع كل جديد يزداد الألم ألما والحسرة حسرة،

وحقا واجب علينا وعلى هذا المجتمع ان يتحرك كله ضد الظلم وضد اعتقال أمثال هؤلاء الشرفاء الذين ضحوا بأموالهم وحريتهم لوطنهم املا فى رفعته ورغبة فى عزته فكان جزاؤهم الحبس ومصادرة الاموال

ولكن "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رؤوسهم لا يمتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء"

sharkawoo يقول...

قد يكون هذا الكلام مؤثر بالفعل....

ولكن صدقاً إن الواقع غير الكلام تماماً...

ذلك الرجل .... الذي هو بالفعل رجل .... ليس به مثيل....

يكفي أني كنت ذهب إلي أحد شركات امع أحد أصدقائئ فليقتهم يتدثون عن الدكتور عبدالمنعم فقالت أحداهم مع أنها غير محجبة لو الدكتور عبدالمنعم من الاخوان صحيح يبقي الاخوان كلهم كويسين لان الرجل دا ما فيش واحد زيه في السوق....

رجل عمل لدين الله عز وجل كثيراً...

جعله الله في ميزان حسناته وألحقنا به علي خير....

جزاكم الله خيراص أستاذنا مجدي...

FadFadA يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و كان أبو بكر رجلا مألفا لقومه , محببا سهلا , و كان رجلا تاجرا ذا خلق و معروف , و كان رجال قومه يأتونه و يألفونه لغير واحد من الأمر , لعلمه و تجارته و حسن مجالسته
هذا ما رواه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق في وصف الصديق رضي الله عنه , و لا أدري لماذا تذكرت هذه الكلمات و أنا أقرأ ما كتبته عن الدكتور , المثقف , التاجر , صاحب الخلق , المحبوب , صاحب المعروف , الانسان عبدالرحمن سعود !؟
أحسبه كذلك و لا أزكي على الله أحدا و الله حسيبه
استشعرت و أنا أقرأ خاطرتك هذه الكلمات
إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ". وما يذَّكر إلا أولو الألباب.
و بالفعل كما قال -فنان جيولوجي - في تعليقه , نحتاج أن يجتهد كل منا أن يكون نموذجا للإسلام يسير على الأقدام
و تحياتي أخي الكريم
محمد عبدالله

IBN BAHYA - إبــن بهيـــــــــــــة يقول...

عبدالرحمن سعودي لازم يسجن
هو ومن على شاكلته من الإخوان

عارف ليه؟

لسبب بسيط خالص

لأنهم يراعون ضمائرهم

لو كانوا عيال أعمال زي بتوع لجنة وكوسات المحروس من شاكلة عز والجزار بدراوي اللي بيدبح العيانين في سلخانته في المعادي وغيرهم من ذاك القذى كانوا زمانهم مهيصين ومزقططين وآخر فللي

بس ده السبب الرئيسي

في جوهر وعمق الأنظمة الشمولية وأيديولوجياتها وأدبياتها الراسخة يوجد مبدأ هام وأساسي

هو نشر الفساد والفاسدين واستخدامهم على رأس كل المراكز

بمعنى أنك لو تلفتت حواليك فلن تجد إلا أندر النادر من الشرفاء على الساحة

يعني لو صادفت ولقيت موظف محترم يبقى لازم يتغير ويأتي النظام الفاسد بواحد آخر ليس له ضمير كي يحل محل المحترم

هذه الطريقة التي يتبعها الطغاة في كل زمان ومكان لا يمكن أن تسمح بنمو وتكاثر لاشرفاء حولها

لأن في ذلك خطر داهم عليهم وعلى ملكهم الهش

فرج الله عن كل المظلومين في سجون الطاغية وأزال الله ظلمه بزوال نظامه وعائلته وكل ما يمت له بصلة في بر مصر

تحياتي

عبد الرحمن افندي يقول...

انا عايز اتكلم علي الرجل العظيم بداءة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته جدا الدكتور جم الادب شديد التواضع دكتور عبد الرحمن سعودي اللي لو فضلت اتكلم عليه من هنا لسنين طويلة جدا قدام مش حوفيه حقه ولا حقد اعدد مناقبه الراجل ده انا عايشته عن قرب كنت معاه السنه دي والسنه اللي قبلها في اطهر مكان في الدنيا كنت معاه في الحج وعايشته عن قرب والله الذي لا اله الا هو الرجل ده ربنا زرع محبته في قلبي وقلب كل اللي يعرفه لدرجة اني بعد ما رجعت من الحج مباشرة انعم الله علي بولد سميته علي اسمه انا حقولكم تعليق قيل علي هذا الرجل مش انا اللي قلته بس انا حسه وهو منطبق عليه التعليق هو لو عايز تشوف واحد من زمن الصحابة بص للراجل ده والله يا جماعه فعلا الكلام ده مضبوط انا لسه فاكر وهو بيقومنا عشان نصلي الفجر في الخيمه في منا ولما كنا نكسل شوية ونتاخر في القيام كان يقولنا انتوا حجاج القرعه ربنا يفك اسره ويجعل كل ما اصابه في ميزان حسناته