السلام عليكم اهل الشبكة العنكبوتية المسماة بالانترنت
لكم مني بليغ الاسف لاختفائي المفاجئ طوال الاسبوع الماضي ولكنني كنت في مهمة تابعة للعمل خارج القاهر لمدة اربعة ايام متواصلة ولانني هناك كنت محروم من ترف الدخول علي الانترنت الا من خلال السايبر وبما انني كنت محروم من ترف الوقت والذهن الخالييين فانا لم استطع الاقتراب من الشبكة العنكبوتية طوال تلك الفترة علي الرغم من اغراءات مشاهدة التعليقات والاراء والحوار التي تم فتحه بعد تدوينة " تعالوا نحلم " والان انا جالس علي مكتبي وامامي الشاشة الساحرة لجهاز اللاب توب الخاص بي ةاتصفح الردود المختلفة التي تشرفت بها التدوينة من السادة الزوار وانتقل الي مدونة السيدة المشاغبة اروي الطويل " اللي هي كدة " لاقرا تدوينتها القيمة ردا علي ما طرحته من اسئلة بتدوينة تعالوا نحلم ثم ابدأ في ضغط ازرار صديقي الكيبورد لاكتب ملاحظات علي ردود بعض المعلقين وارائهم التي شرفونا بها واولاها هي - عدم ملائمة هذا الحلم للواقع الذي نعيشه وان هذا نوع من انواع الترف الفكري الغير مطلوب حاليا وان الواقع مغاير تماما لما نحلم به وردي هو ان في الانظمة المتقدمة دائما ابدا ما ينظرون الي المستقبل فتري تقارير تخرج تحوي سيناريوهات عدة عن الاوضاع المتوقعة لامر ما او مجتمع ما وعليه فستجد ان هناك سيناريو يتحدث عن منطقة الشرق الاوسط في سنة 2020 ونتيجة لذلك فسنجد ان تلك المؤسسات لا تفاجأ بتغيرات غير متوقعة وفي اسوأ الظروف سنجد ان حجم المفاجأة قليل للغاية وانهم سرعان ما يلملموا شتاتهم ويبدأو في مواجهة الواقع وهذا ما نفتقده وبشدة حيث اننا نحترف التفاجئ بالاحداث ولا نبدأ في الاحساس بالمتغيرات الا بعد حدوثها ووقوعها
- كان الحلم في التدوينة مدخل لامر اخر وهو عدم اغلاق باب التفكير والالتجاء الي المبرارات الجاهزة والتي تحوي نصيب كبير من الصحة ولكنها لا تمثل كامل الصورة الذي لن يكنمل سوي بالتفكير واطلاق العنان لعقولنا
-" الشيطان يكمن في التفاصيل" جملة شهيرة المقصود منها انه طالما نحن نتكلم في الشعارات العامة والخطوط العريضة فان مساحة الاختلاف سوف تقل الي اضيق الحدود ولكن عندما ننتقل من عالم الشعارات الي تفاصيل الواقع ودروبه ومسالكه الضيقة تزيد مساحات الاختلاف والتباين بيننا ولذا فسنجد كما قال "بحري " في تعليقه ان الكل متفق علي حقوق المرأة الاقباط ولكن عندما ننتقل الي التفاصيل نجد الامور تختلف والقناعات تتناقص
هل صح منا العزم؟؟؟
مخطئ من ظن ان مشكلة المرأة في الاخوان نستطيع ان نفصلها تمام الفصل عن الحالة العامة للمرأة في مجتمعاتنا فالمرأة الاخوانية قبل ان تكون كذلك هي مرأة شرقية مصرية تتعرض لكل ما يتعرض اليه بني جنسها ونشأت وسط مثيلاتها وتشربت معارفها وثقافتها من البيئة المحيطة بها ولذا فحتي نتفهم حالة المراة الاخوانية يجب ان نلقي نظرة الي الخارج لنتعرف علي الصورة العامة
1- حالة من التهميش للمراة في مجتمعاتنا احيانا بقصد وكثيرا نتاج جهل وعدم وعي ودراية
2- حالة من السطحية يتعرض لها عموم المجتمع سواء ذكور او اناث وان كانت تزيد بشكل حاد عند الاناث
3- تخلي المؤسسات المعنية عن ادوارها في تنمية وتطوير وتثقيف المراة واكتفائها ببعض الادوار الفلكولورية التي تتم لتحسين الصورة الاعلامية لبعضهن
4- بعض اشكال التمييز التي تتم تجاه المرأة او الانثي داخل الاسرة او المؤسسات التعليمية او بيئات العمل والتوظيف
ولكن هل لوجود تلك الحالة العامة التي ذكرنا بعض مشاهدها ما يبرر لجماعة اصلاحية تمتلك مشروع نهضوي كامل وشامل ان تستسلم لمثل هذه الحالة السلبية وتجعلها تكأة تستند عليها لتبرر حالة المراة داخل الجماعة ام يجب ان يكون لجماعة تملك مثل هذه الرؤية وهذا المشروع ان تصمم البرامج القادرة علي مقاومة هذه الحالة وتوفير الادوات اللازمة لتلك البرامج وان تدفع وبكل قوة في اطار تغيير تلك الثقافة المنتشرة بين افراد المجتمع وبالتالي افراد الجماعة وان تعمل علي احداث ما يمكن ان نطلق عليه "ثورة بيضاء" تجاه تلك الثقافة السلبية والممارسات التي تصاحبها تجاه المرأة ممن يحيطون بها
اعلم ان هناك اصوات ستعلوا محذرة من انفلات اجتماعي او اضطراب اسري من الممكن ان يحدث لو حدثت مثل هذه الثورة البيضاء واتفق معهم في امكانية حدوث " تجاوزات في بعض الاحيان او السلبيات التي تصاحب اي تجربة وليدة "
ولكن هناك مجموعة من الاسباب علي الجماعة ان تتبناها لتعصمنا من حدوث مثل هذا الامر وهي
1- ظهور نماذج وقدوات عملية تحقق مثل هذا التغيير المأمول " هناك عدد لا بأس به من الرجال والنساء يملكن القدرة والرغبة في تحقيق تلك الرؤية ولنا في نموذج الزعفراني - جيهان المثل "فمن الممكن ان تقوم المؤسسة بالبحث عن تلك التماذج واعطائهم الفرصة الكاملة في تحقيق تلك النماذج علي ارض الواقع
2- غرس ثقافة دمج ومشاركة المراة في وسط ابناء الجماعة من خلال البرامج التربوية وان تحوي هذه البرامج حلقات نقاشية حول تفاصيل ومظاهر هذا الدمج وايضا واجبات عملية من الممكن ان تمارس لدعم المرأة واعطائها كامل الفرصة لكسب الثقة في نفسها وقدراتها
3- اختيار وحدة ادارية يتمتع افرادها باتساع افق ومرونة ونضج لتحقيق نموذج علي ارض الواقع بتشكيل مكتب اداري به عناصر من الجنسين
4- دفع رجال الجماعة بشتي الوسائل ناحية دعم نسائهم وتحفيزهم للمشاركة الفعالة والمنتجة والقوية في انشطة الجماعة والمجتمع وعلي الجانب الاخر نشر القيم والضوابط التي تحفظ بناء الاسر وولاية الزوج لدي نساءنا بحيث نكون هكذا صممنا نموذج ذاتي الحماية وقادر علي تقليل سلبيات التجربة والتغيير الي اقل درجة
وهناك امور تجب علي كل اخ او زوج او اب ان يقوم بدعم المراة في اطار الدائرة المسؤل عنها في حركة الحياة العادية
1- فمن الممكن ان تعطيها حق التعامل والتفاوض مع الاخرين في وجودك حتي تكسبها الثقة في نفسها
2- ان تشاركها في عملية اتخاذ القرار الخاصة بشؤن حياتك الشخصية وايضا العامة وان تعرض عليها بعض من المشاكل التي تواجهك وتطلب منها الرأي والمشورة
3- ان تفوض لها بعض الامور المعتاد ان يتصدي لها الرجال وان تكون بجانبها داعم ومحفز لا وصي ومثبط اثناء تعاملها مع تلك الامور 4- ان تحترم ارائها دائما وان تراعي فرق الخبرات الموجود بينك وبينها فلا تسفه من ارائها ولا تقلل منها بل تشرح كل الجوانب لها وتوفر كافة المعلومات التي تلزمها ثم تشاركها امر اتخاذ القرار
5- ان تتنازل في بعض الاحيان عن بعض حقوقك نظير ان تقوم هي بدورها الدعوي او المجتمعي المطلوب منها بل يجب عليك ان تقوم انت ببعض الادوار الخاصة بها من اجل توفير الوقت والمجهود اللازمين منها لاداء المهام الموكلة لها
6- الا تقوم برد فعل عكسي اذا لمست خلل في سلم اولوياتها بل انصح والارشاد لا المنع والابعاد وان لا تستخدم سلطة الااب او الزوج او الاخ بتعسف ينتج عنه كسر لها
وهناك دور واجب علي المرأة او البنت داخل جماعتنا وهو
1- اكتساب الثقة في النفس وعدم الاستسلام لاي شكل من اشكال التمييز من الممكن ان تتعرض له في مجتماعتنا الشرقية
2- السعي وبكل قوة ناحية تبني مشروع دعوي او مجتمعي واعطاءه الوقت والجهد
3
- تنمية وتطوير مهاراتها بما يتناسب مع طبيعتها وفطرتها
4- كسر حواجز الخجل والرهبة من مواجهة الاخرين وخاصة من الرجال
5- التدريب علي احداث التوازن المطلوب بين الادوار المختلفة الواقعة عليها ومراعاة سلم الاولويات الذي يتغير بتغير الزمان والمسؤليات
6- الايمان بان المساحات الواجب علي المراة ان تشغلها وتؤدي فيها لن تأتيها في عربة بابا نويل مع هدايا العام الجديد بل ستشغلها عن طريق المنافحة والجهد والبذل ةتحمل سخرية الغير فاهمين وتعنت المخالفين ولكنه كما يقولون" مفيش حلاوة من غير نار "
قديما قالوا
"اذا صح منك العزم ارشدك الي الحيل"
اي اذا نوينا امر ما بصدق وعزم اكيد فمهما قابلنا من مصاعب ومضايقات ونقص موارد وقلة امكانات فان هذا العزم وذاك الصدق سيرشنا الي الحيل لمواجهة هذه المصاعب وتلك المضايقات فهل صح منا العزم تجاه قضية المراة فمن الواضح ان الكل متفق علي هذا الامر فالباقي ان نبحث عن الحيل التي ترشدنا الي تحقيق هذا العزم وما طرحناه سابقا من حيل تخص الجماعة او الفرد سواء رجل او انثي لمواجهة الواقع وما فيه من صعوبات اللامشروعية القانونية والملاحقة الامنية هي بداية وعلامة ارشادية ولكنني متاكد من ان الحيل ستزيد بقدر زيادة عزائمنا وصدقنا مع انفسنا لتجاوز هذا الامر ويبقي السؤال الاهم
" هل صح منا العزم ؟"
ويلا مش مهم